الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

كيفية إدارة الحوار مع شريك الحياة - 1



لا يخلواْ بيت أو علاقة إرتباط من وجود المشكلات والمناوشات بين الطرفين , مهما كانت العلاقة بينهما ومهما كبر الحب فى قلوبهم ، المناوشات والحوار فى صورته الصحيحة امر صحي جداً للعلاقة ؛ فى حال كون الحوار حوار راقياً ومتحضراً ولم يخرج عَن دائرة كَونه حوار , ليس جدال .

الفرق بين الحوار بشكل راقى ومتفهم وبين الجدال دقيق جدا ، والامر عند الكثيرين مختلط جدا , فى التفرقة بين الحوار والجدال الكثير يجادل باسم الحوار , الكثير يتحاور ويتهم الآخر بالجدال , ولا يريد ان يسمع الا صوته بدعوى انه يتحاور والاخر يجادل .
وحينها يتمسك كل واحد بانه يتحاور وان الاخر هو من يجادل ، ويزداد الإشتعال فى الصدور ، كم يصب الزيت على النار ، فتبدوا الكلمات اقرب الى كونها طعنات خناجر ، ليس اسلوب للحوار الراقة والمتفهم والكلام البناء !

الكثير من المشاكل الزوجية والمشاكل بيت المرتبطين بشكل عام ، تنجرف الى بُعد عميق جداُ بسبب الحوار الغير صحى , عندما يتحول الى ثرثرة ، لا يوجد منها او بها اى فائدة ، تشطح بعيداً عن صوت العقل وتفتقر الى قليل من الحوار الجيد بمعنى كلمة الحوار .
لذلك علينا ان نكون حريصين ان لا يتحول الحوار الى جدال لا فائدة منه ، عقيم يجب التوقف والإبتعاد عنه بدل اتمامة وتحولة الى اذمة اكبر ، من الحوار او المشكلة او الأمر المتحاور بشأنه وفيه .

فـعندما يتحول الحوار الى الانكار من اجل الانكار وفقط وانكار لحقيقة ثابته ، من باب العناد والجدال وفقط , وعندما تطلب الادلة على شئ حقيقى موجود ، يكون الحوار فى هذه الحال قد ذهب جرف التيار بعيداً عن مضمونه ونصير معتدين على آداب الحوار وتخطينا مرحلة الجدال ، بدل من ان نصل الى منطقة وسطى تجمع , فى هذه الحال من الافضل ان يتوقف الحوار قليلاً او كثرا؛ الى انت تنتهى هذه الحالة .
وعندما يرتفع الصوت ، فهو بمثابة صفارة إنذار بأنه الحوار على مشارف الانقلاب الى ، مشكلة اكبر ، فارتفاع الصوت عن مستواه المعهود ، وعندما تكون اللهجة اقرب للصراخ منها للحوار , معناه ان الحوار قد دُمر نهائياً، علينا ان نتعلم , بان الصوت الهادئ هو اقرب طريق للرقى فى الحوار , ونغمة العقل الرائع .


لذا وجب عندما يتحول الحوار الى صراخ او صوت مرتفع , او ان ينكر الطرف الاخر شئ ان نتوقف عن الحديث قليلاً ونفكر مرة أخرى ,فى مدخل آخر للحوار , ونعيد النظرة فى الحوار من بدايته الى نهاية ومحاولة كيف يتم ادارة الحوار من جيد .
من الاموار الهامة ايضا ان ننتبه اليها فى الحوار ؛ ان لا يتحول كل كلامنا الى السخرية , ان ان يكون كلامنا فقط بقصد الإستفزاز , للطرف الاخر ، عندما تصبح الكلمات تهكم والصوت ساخر , فى هذه الحال يجب ان نَعى اننا لا نتحاور مع الطرف الاخر , بل نحاول الانتقام او قتل شئ فيه ؛ وان حدث العكس , وان حاول الطرف الاخر ان يفعل ذلك مع , فى هذه الحالة نتوقف ونعيد النظرة والحساب تجاه الحوار من بدايته . 

سوف يتحول الحوار الى جدال على طريقة الحوار نفسه , ويبدأ اللوم من كلا الطرفين على الآخر , فى اسلوب حواره , وفى طريقة كلامة , خاصة لو ان الامر دخل فيه اسلوب الاستفزاز والسخرية , ويجد الاثنين انفسهم امام مشكلة , وعراك لم يكن الحوار من البداية يستدعى كل هذا . 

ايضا قد يحدث ونجد انفسنا فى الحوار , نكرر كلامنا كثيرا مرة واثنين وثلاث , عندما يتكرر الحوار كثير , فهذا مؤشر على انه لابد للحوار ان يتوقف الان , وان يأخذ كل واحد فرصة للهدوء والتفكير , من جديد , فهذا معناه ان الافق اصبح مزدحم ولا يمكن اكمال الحوار ولن يأتى شئ مفيد . 

ايضا نجد ان احد الطرفين يقاطع دوماً حديث الآخر او كليهما يقطاع الاخر , وهذا يدل على ان لا نية لدى أحدهما للإستماع او للفهم , ولا نية لديهم للوصول الى درجة مناسبة من الحوار المفيد , وان الامر مهما طال لن يزيد الامور الا تعقيدا .
اذا كان لدى احد الطرفين النية ، فى ان يثبت فقط انه على حق وان الاخر مخطئ , فهذا معناه ايضا ان الحوار , سيتحول الى مشاجرة كبيرة , ولن يكون حوار منه فائدة الا زيادة المشكلة تعقيداً .

عزيزى القارئ : اذا حدثت واحدة من هذه الحالات بالأعلى او اكثر عليك ان تدرك بأن الحوار ، سيتحول الى ازمة كبيرة , والابتعاد عنه افضل من اكماله , او النقاش فيه اكثر , العلاقات الناجحة لا بد ان تبنى على معرفة متى نتكلم وكيف نتكلم ,
وان ندرك ان من يقف امامنا ونتحاور معه هو شريك لحياتنا , على الطرفين ان يتمتع كل منهم بسعة الصدر, ورحابة الفكر ,
كل لا تتحول ابسط المشكلات الى جحيم يخيم على الحياة كلها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More