الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

كافرون - من كتاب رسائل من هناك لـ خالد المصرى



مجتمع كافر نعيش فيه، والكفر ليس فقط كفر الدين والشرك الصريح بالله سبحانه، الكفر هو كل لون من الوان إنكار الحقيقة وتوريتها، الكفر هو المجتمع الذى نعيشه؛ مجتمع كافر بنكهة الإيمان! مجتمع يمارس كل لحظة الكفر وله لسان يتغنى باسم الله والدين! ولكن يبقى بداخله، صرخة كفر سافرة تبدوا في كل تصرفاته .
لا بد واننا كلنا كافرون! نعم كلنا كل واحد منا كفر في حياته بشيء يجب عليه الإيمان به, فهناك ما يجب عليك الإيمان به كإنسان, وما يجب عليك الإيمان به كبشر, وما يجب عليك الإيمان به بحق دينك, وبحق الهوية.
كلها في النهاية يجب عليك الإيمان بها, بكل ما فيها, ما دمت أحللت لنفسك الحق في ان تكونها, وجب عليك الإيمان بها كما هي، ووجب عليك ان تؤمن بها كما هي, ما دمت قلت بأنك انسان عليك ان تؤمن بكل ما في الإنسانية، وبكل ما تحت هذه الكلمة، والا فتخلى عنها وارتع مع البهائم؛ ولكن ربما ايضاً لن تكون كفئ لتكون حيوان، وقد تكفر بما يجعلك حيوان، فقد لا توفى الحيوانية حقها وفى الحالة تكون كافرا ايضاُ!

كلنا يتلذذ بكفره وكأنه به مصيب الدنيا والدين؛ ولكن الحقيقة انها مصيبته في الدنيا والدين ؛اعرف ان كلمة مصيبة ربما غير ملائمة لكلماتي، ولكن تأملاً فيها فهي حقاً مصيبة فالمصيبة الحقة هي الموت وما يقع منا ما هو الا صورة من صور الموت؛ إما موت جزء من الانسانية, او موت جزئ من الروح, او موت جزء من الاخلاق, كلها مصائب, او صوراً مصغرة من المصيبة الكبرى, مصيبة الموت .
فكل منا كل يوم يرتكب مصيبة يكفر فيها بإنسانيته, ويكفر فيها بكل المعاني والقيم, كل منا يرتكب يوميا ويتسبب في مصيبة قتل, وموت, يميت معنى, وقيمة وسلوك, وخلق؛ كلنا هذا الكافر الذى كفر بنعمة جاءته من الله, وقيمة رزقه الله بها كإنسان.
كلنا هذا الذى يكفر بنعمة البصر فيستخدمها في محرم, وكلنا هذا الكافر الذى يكفر بنعمة السمع فيستخدمها في ما لا يجوز له ان يستخدمه فيها, كلنا كفر بنعمة وكلنا يفكر بحق غيره .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More