الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

لماذا اصابتكُم اللعنة - من كتاب رسائل مِن هُناك لـ خالد المصرى



ملحوظة : نشرت مقالة ممثالة لموضوع هذه المقالة بعنوان لعنة الرجال بقلم خالد المصرى في مجتمع مريض كالذي نعيشه، توفرت فيه كل الوان الذنوب، والمعاصي، وكل ما يسئ الى الشرف، والاخلاق، والقيم، والمبادئ، وكل هذه المصطلحات النادرة في مجتمعنا؛ كل ما عرفنها سطور في الكتب فقط كما لو كان روايات من الخيال العلمي الذى لا يمت إلى الواقع بصلة!.
هل صرت أنا مريض في هذا المجتمع؛ مجتمع كله مصاب بلعنة الرجال، او لعنة الذكورة؛ لدى الذكور التعافي من هذه اللعنة مرض؛ في هذا الزمن الذي يطيح بك بعيداً كما لو كنت شخص يجب ان يعزل عن الدنيا؛ كأنه مريض بالزهري او الإيدز!.
المجتمع ينظر بأن الرجل مباح له كل شيء، وتبقى فيه المرأة هي موضع الاتهام الدائم؛ مجتمع ملعون بلعنة الذكورة, الرجل في هذا المجتمع هو صاحب القدر الاكبر من فيرس الذكورة الذى ينخل فيه كنخل السوس في الخشب .
ينظر الرجل إلى امرأة أحبته وصدقت كلامة على انها امرأه غير شريفة ! ولا يمكن الارتباط بها؛ او النظر اليها, يقضى ليله ونهاره يغنى على آذانها بكلام معسول وما ان ادارت وجهها إليه بسق على وجهها وانصرف ! وان اعرضت عنه يئس من امرها وانصرف، في الحالتين يهرب الذكور من لباس الرجولة دوماً .

هي لعنة تصيب المجتمع كٌله، لعنة حطت على ذكر ظن بأنه له وحدة الحق فقط بأن يحب ،ويتمتع، ويملى كلماته على كل النساء, وزين لها شيطانه انه الوسيم الفاتن؛ في مجتمع الساقطات ! انه هذه المظاهر من اللعنات هي سبب فساد حالنا وسبب ضياع قيمنا الجميلة .
أي لعنة هذه ؟ تفشت في المجتمع وكانت سبب شقاء النساء الصادقات، وسبب عناء الرجال العاشقين؛ المحبين الصادقين وحدهم من يجنى جريمة هؤلاء الذكور، وحدهم من يشعر بأنه ابن جنس متهم؛ عليه ان يقع تحت يد القضاء والمحاكمة لعله يدير عنه اصابع الاتهام .
مجتمع لا يميز بين عشق وهوى، ورغبة وجسد طبيعي جداً ان يكون مجتمع ملئ بالمجرمين, فوجود عنصر الفساد في جسد المجتمع كفيل بأن يصيب كل اركانه باضطراب في القيم، والمبادئ، والمعايير، كفيل ان يجعل الحًر متهماً، وان يجعل حسناء البتول مرمى للسهام .
افكر وأطرح السؤال هل جئت انا من عالم آخر ؟! هل كنت اعيش حياة قبل هذه الحياة؛ واقترفت فيها ذنباً فأرسلني الله الى هذه الدنيا؛ لأجنى فيها عقاب على ذنب فعلته قبل الميلاد في هذا العالم ؟!

جريمة أن تعيش في مجتمع إذا خانت فيه المرأة قتلت بتهمة الخيانة؛ وإذا خان الرجل قتلت أيضا المرأة بتهمة التقصير!

هل كنت انا هنا لأقضي عقوبة بداخل سجن كبير ؟ ملئ بالمجرمين، والملعونين بلعنة الذكورة؛ اتساءل هل انا هنا محتجز على زمة قضية وانتظر ان تثبت براءتي منها؟ لإثبات انى رجل معافى مما ابتلى به كل من حولي!
العيش في عالم يرفض مبادئك ويرفض لك أن تكون؛ كفيل بأن يرسم لك جدران حول هذا العالم، ويكون منه سجن كبير لك، يجعلك تنتظر يوم الإفراج والخروج منه, من بوابة تختلف عن بوابة السجون العادية، بوابة الى الارض، فهي طريق الخروج من المنفى الكبير الى العالم الآخر , والتخلص من الشعور بالإجرام بالعيش في هذا العالم .
أي قانون هذا في هذه الدنيا الذي تعد فيها خيانة الرجل حق مباح؟ ولا لوم عليه! وخيانة المرأة جريمة لا تغتفر! لا ابرر للمرأة خيانة أبداً فهي حقاَ جريمة، لا تغتفر. ولكن أيضا خيانة الرجل جريمة. أي مجتمع هذا الذى يعاقب المرأة على خيانتها
ويعاقبها ايضاً على خيانة الرجل .
مجتمع تسلم فيه المرأة كل أحلامها ورأسها لتضعها بين يديه؛ مسلمة له كل امرها بكل امانة، ويضع هو كل ما في رأسه، يجول ويدور في ما بين نهديها, أي مجتمع هذا الذى تساوت فيه مصافحة اليد لليد بمصافحة الشفاه, مجتمع شوه صورة الكون، وذكور يهبطون على لوحة المعاني الجميلة بفرشاة متناثرة الخيوط؛
بعبث جاهل يضيعون كل ملامح الرجولة الجميلة .

انتهى الزمن الذى يكون فيه الرجل, او انه بعد لم يأتي، بعد لم يأتي. كذبة هي أصبر بها نفسى؛ للدفاع عن تواجدي في هذا العالم، ولا آخذ قراري الأخير بالرحيل, فإن كان بعد لم يأتي فمن اين جاءت هذه الكتب؛ ومن اين جاءت هذه الأساطير عن الحب الطاهر النقي, من اين تشربت محبة اتعطش لها في هذه الدنيا, من اين ؟!
لأن تعيش متهم بالذكورة أمر جد خطير، وإتهام يزهق النوم من الأعين, لأن تعيش تفكر في حرفك حتى لا يقع تحت طائلة الاتهام وتعيش تفكر في حالتك، ومظهرك، لأن تسجن نفسك بين دفتي كتاب مخافة ان تخالط فتصاب بوباء،
او اتهام به امر مرهق جداً؛ ربما الوقوع في اللعنة هذه ايسر من انتظار الإفراج والخروج والعفو من التهمة بها .
فمن يعرف انه وقع في ادراجها لا يبحث ولا يتهم؛ يكمل في سيره على درب المرض، واللعنة، يطيح بذنبه يدق به كل الأبواب متلصصاً, اما المتهمون فهم من وقع على عاتقهم الشقاء، ومن ثبتت له في نفسه براءتها وقع على عاتقه الشعور بالمسئولية والشفقة تجاه هؤلاء .

هؤلاء الذكور هم سبب محنة الرجال، وشقاء النساء هؤلاء هم من اوقعواْ المرأة في حيرة؛ فإن راودتها الاستجابة والقبول لدعوة الفطرة والعفة خافت ان تقع بن اذناب ذكر مصاب باللعنة؛ وان رواتها نفسها بالتخوف والحرص خافت انه تصد رجل ربما هو الخير لأمرها!

وجود هؤلاء الذكور في المجتمع بمثابة دخول جسم غريب الى الجسد؛ او مادة زائدة على التفاعل الكيميائي، وادراج الطبيعة والفطرة؛ اما ان يطرد من داخل المعادلة او ان يفسد نتائجها, فتنوب بغير المأمول منها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More